الفن حالة ابداعية تعكس مشاكل المجتمع بطريقة خيالية أو واقعية, ويفترض به الا يتعارض مع الواقع اذا ما احتاجه لتبيينه, لكن مانشاهده في معظم الدول التي تعرضت لفواجع الحروب هو استفادة النشاط الفني أولا وأخيرا لانه لم يتأثر بما تأثرت به الانشطة الاخرى كالرياضة مثلا, ونلاحظ ان الفنانين هم آخر من يتعرضون للمضايقات لانعزالهم عن الواقع وايثارهم بيع الوهم والبسمة الخادعة للمتفرجين الغلابى, تجد الكثير منهم يدعون الوطنية لكنهم وقت الجد اول من يضحي بها لاجل حفنة مال زائلة ولا أدل على ذلك اكثر من الداب خالد الذي لطالما تشدق بحبه الجزائر الذي برهنت عليه مداخيل حفلاته التي لم تقل في اي منها عن ملياري سنتيم بحسب تقارير رسمية مقابل نهيقه لمدة ساعتين من الزمن في كل حفلة, الممثلون المصريون والسوريون اغلبهم جسدوا أدوارا تمقت الظلم وتبغضه وظهروا بمظهر الابطال خلف الشاشات لكنهم اختفوا حينما احتشد البسطاء ليقلدوهم في الساحات, لان هؤلاء العفنانين جعلوا وطنيتهم سلعة لمن يدفع اكثر, فمعظم مدحوا شخصيات سياسية بصفات لايتحلون بها لمجرد حصولهم على مقابل مادي مغري مثل الذين تغنوا بمبارك قبل سقوطه ليتعذروا باعذار اقبح من الذنب الذي ارتكبوه, لايقف الامر عند هذا فحسب فبعض اشباه الفنانين روج لجمعيات خيرية داعيا الناس للتبرع بحصة معينة من مالهم لصالح هاته الاخيرة, وهم يدركون انهم يقولون مالايفعلون, أشد الامور تأريقا للنفس البشرية مابث في مسلسلات رمضان المنصرم التي دعت للخنوع والتقارب مع اليهود برغم الواقع الذي يعيشه بنو جلدة هؤلاء الفنانين وخير دليل على ذلك مسلسلا باب الحارة وحارة اليهود اللذان صورا اليهود بطيبة متناهية وكأني بكتاب السيناريو يعيشون في كوكب آخر أو ينفذون أجندة سياسية, صحيح ان الاسلام منعنا من احتقار الاديان وأذية الذميين, لكن ليس الى الحد الذي نوالي فيه الكافرين على المؤمنين فاليهود لم ولن يحبونا الا اذا تخلينا عن كلمة لا إله الا الله, السياسيون في كل اقطار العالم العربي يطالبون كلما سنحت لهم فرصة الكلام تجديد الخطاب الديني من طرف الفنانين لكن واقعنا لازال يلح ان الفن هو من يحتاج الى ذلك بتحييده عن اصحاب المصالح والنفوذ ليعود وهاجا كما كان, انتشرت البرامج الغنائية المدعومة من طرف رجال اعمال اضاعوا أموالهم في حفنة مخنثين لم يستطيعوا تغيير واقعنا المؤلم, رمضان المنصرم كان الاسوء مضمونا بسبب ما بث فيه اسفاف وفجور ومسح للقيم من طرف ممثلين لطالما ادعوا الاسلام في حواراتهم ولم تفضحهم الا اعمالهم التي يدافعون عنها بحجة الحرية تلك التي ينعمون بها ويفتقدها الائمة في المساجد والدعاة الى الله على المنابر, في عام التقشف نالت عاهرة تدعى ليلى علوي مبلغا قال الخبراء الاجتماعيون انه يكفي لتزويج 3600 شاب رغم ما اطلقته ابان مباراة ام درمان من سباب لرموز الجزائر وشهدائها, وعاهرة اخرى تدعى الهام شاهين قالت عبارة لاتزال تثير حنقي حتى الآن (سنعلمهم الاسلام الوسطي المعتدل) وقصدت بهذه العبارة الاخوان المسلمين, رغم انها لم تقتدي بالاسلام الوسطي في اعمالها كما تدعي, اذا رايت الرويبضة من الفنانين يتصدون للخوض في دين الله بينما يعذب العلماء وينكل بهم ويمرغون في سراديب السجون فاعلم انك في آخر الزمان ولا ملجأ الا الله, فادعه واخلص النية في الدعاء وقل الا قاتل الله الفن ورواده.
Iqes hainoun le 22/07/2015