مجلة المنتدى الإلكترونية (النبراس) في عددها الخامس

السلام عليكم

تهانيّ بمناسبة إصدار العدد الخامس من مجلة النبراس، هذه المجلة التي رافقتنا منذ سنوات من خلال أركانها المتنوعة وأقلامها المتألقة ومواضيعها الهادفة التي تلامس الواقع بصدق قلم، وتحاول تحسينه بغرس فكرة، وتستهدف بذلك فطرة عقل جُبل على الفضيلة.

المجلة في مجملها تعرف تحسنا ملحوظا وتخطو للأمام قدما، إنْ من حيث اللب أو القشور، فمواضيعها تمس عمق المجتمع وأحداثه الراهنة، وشكلها جذاب يتراءى حسنا وأناقة، فاللهَ أسألُ للقائمين عليها أن يجعل بكل حرف منها خطيئة تُحط، ودرجة ترفع، وحسنات تكتب، والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف بقدر النية والإخلاص.

واجهة المجلة جميلة ومتميزة عن سابقيها من الأعداد، وحتى توزيع العناصر بها جاء بشكل منظم ومدروس، الفهرسة تضمنت معلومات حول فريق التحرير والمشرفين على المجلة وكذا ذكر الأركان والمواضيع وترقيم الصفحات، كما أن القارئ يمكنه الانتقال بسلالة ما بين الأركان من خلال ميزة علامات الانتقال في البرنامج.

كلمة العدد كانت حول الكلمة، وأهمية الكلمة، وقوة الكلمة، وتأثير الكلمة، جاءت بأسلوب رائع، بأسلوب السهل الممتنع، وكانت الرسالة التي أراد رئيس التحرير إيصالها واضحة.

ركن محليات كان كما عهدناه سابقا، يهتم بالواقع المحلي، ويسعى لإبراز الجمعيات الناشطة والشخصيات الفاعلة في المجتمع، موضوع الجمعية الخيرية المرحوم محجوب امبارك كان موضوعا تعريفيا شاملا وافيا، أسلوب الكاتب أعطاه نكهة خاصة والصور المرفقة مع الموضوع أعطته رؤية أوضح.

موضوع الشاعر عبد القادر اعبيد كان عرضا مميزا لشخصية فاعلة أعطت الكثير ولا تزال للواقع الثقافي في الولاية، فأبرز الكاتب سيرة الشاعر الذاتية حيث يتعانق بحق ألق الحرف والكلمة.

ركن نافذة على المجتمع جاء بموضوع حول الطفولة المظلومة، التي وجدت نفسها معاقبة بلا ذنب ولا جريرة، هم أطفال الشوارع الذين سلط عليهم الكاتب الضوء، ليبعث شعور الإنسانية في الإنسان وليلفت النظر إلى من حكم عليهم المجتمع بالأطفال المتشردين لأنهم لا يملكون عائلة ترعاهم.

وعن القراءة تحدث الفارس، ليحملنا في رحلة من رحلات أحلامه، حيث كانت الرحلة ممتعة وحزينة في آن واحد، ممتعة في طريقة سردها وحزينة للقطيعة التي يعيشها الإنسان العربي مع القراءة، فعجبا لأمة اقرأ كيف أنها لا تقرأ.

أما الجارح وكعادته في كتابة المواضيع، أسَرَنا بطريقته الجذابة في معالجة القضايا الحساسة، فكانت القضية هذه المرة أم القضايا، كانت قضية الوطن، هذا الوطن الذي يعاني من عقوق أبنائه، من الفساد الذي نخر جسده، من الذين خانوا رسالة الشهداء وجعلوا من الثورة مطية لتحقيق مصالحهم الشخصية، يتحدث عن الشباب وأحلامهم وكيف أن بعضهم اغتال هذه الأحلام بجرة قلم، أو بكلمة لا يُلقي لها بالا.

في سياق منفصل، استضافت المجلة هذه المرة أحد رواد المنتدى، من الذين لم يبخلوا بشيء في سبيل تطويره من خلال النشاط به والمساهمة في رقيه، فكان الحوار ماتعا بين الضيف والمستضيف، واكتشفنا من خلاله شخصية عادل وإصراره على النجاح والكفاح من أجل تطوير إمكانياته وقدراته.

وفي ركن إسلاميات كان الحديث عن الصلاة وحسن الظن بالله وقيمة الوفاء والمروءة، من خلال مواضيع منقولة هادفة تُعيد المسلم إلى ذاته وتذكره برسالة الإسلام وغايته، وتدعوه للأخلاق الفاضلة.

أما في ركن "في رحاب اللغة" فقد تم التطرق إلى أهم الأخطاء الإملائية المنتشرة بين المستعملين، مع توضيح القواعد التي بإمكانها تقويم هذه الأخطاء بكل سهولة. كما تم عرض قصيدة شعرية غاية في الروعة تتحدث عن عالم الفيسبوك ورواده.

وفي ركن قضية العدد، صال الفارس وجال يحاول تشريح واقع تأخر نتائج ولايات الجنوب الجزائري في امتحان شهادة البكالوريا، حيث نقل شهادات واقعية وتحليلا عميقا للظاهرة، كما أشار إلى بعض الحلول التي يراها كفيلة باللحاق بالركب.

وفي سياق آخر تم التطرق لموضوع مهم جدا لكل المربين، الموضوع ضمن الركن التعليمي ويتحدث عن الكفاءات في الجانب التربوي، ويتحدث بالأساس عن الطرق المثلى لاستغلال نقاط قوة الطلبة، وتحسين نقاط ضعفهم من أجل مردودية أفضل.

في ركن: "البوابة التقنية" تحدث الكاتب عن كل شيء تقريبا يخص ويندوز 10، بحيث اعتمد منهجية دقيقة في جمع المعلومات وتحليلها وتنظيمها وعرضها بأسلوب بسيط ويسير يستفيد منه العاديون كما التقنيون، ولكل المهتمين بالموضوع ستكون مطالعتهم إثراءً لرصيدهم لا محالة.

استراحة المجلة كعادتها فسحة للترفيه والمرح الهادف، شملت قصيدة تعليمية في قالب طريف، وكذا إحدى رسومات الأعضاء المميزة، فضلا عن قصص طريقة من هنا وهناك.

أما اختتامية العدد فقد حرص كاتبها على إبراز قيمة الأخلاق بالنسبة للحضارة الإنسانية، وراح في أسلوب سلس ممتع يشرّح وضع المسلمين مبينا أن سبب تخلفهم ليس تخلفا علميا ولا عمرانيا، بل هو ثقافي أخلاقي بالدرجة الأولى، مستشهدا باقتباسات لأعلام كبيرة مبرزا في الأخير أن الله أعزنا بالإسلام ولو ابتغينا العزة في غيره لأذلنا الله.

هذا وقد عرفت المجلة نفس عدد صفحات العدد الفارط، ونفس الأركان ونفس النمط، مع تغييرات بسيطة وملحوظة في التصميم العام للصفحات وطريقة عرض مختلف العناصر بها، كما تم إدراج مربعات صغيرة أعلى الصفحات للدلالة على عدد صفحات كل ركن بالإضافة إلى الصفحات المقروءة والمتبقية

مجددا أشكر كل من ساهم -ولو بالدعاء- في هذا العمل الذي نفخر به جميعا كونه محصلة مجهود مجموعة من الأقلام الواعدة والتي تسعى لترسيخ مفهوم الأجيال الرائدة، من خلال إنجازاتها الهادفة وأعمالها المتميزة، لتحمل مشعلا حمله سابقا آخرون، وتواصل المسيرة دون كلل حتى تقوم بتوصيله للخلَف بنفس الشعلة المتقدة أو زيادة.

أملي أن أرى هذا العمل مطبوعا في نسخ ورقية، فسحر الأوراق لا يقارن، وعسى أن تصبح المجلة يوما ما أكبر وأكبر مما نحلم به الآن