في 2 حزيران عام 1875م يحكى أن الكسندر جارهام بل كان يقوم بعدة تجارب دون كلل أو ملل لإرسال عدة برقيات عبر سلك فولاذي واحد في نفس الوقت، مستعملاً مجموعة من القضبان، لتصل إلى سماعة استقبال في غرفة أخرى.
وكان الكسندر جارهام بل يعمل مع مساعده توماس واتسون في غرفتين منفصلتين ويقوما بإرسال واستقبال الصوت عبر الأسلاك، وفي إحدى التجارب التي كان يقوم بها الكسندر جارهام بل ومساعده، سمع الكسندر صوت رنين عال ومتماوج عبر سماعة الاستقبال التي يعمل عليها، شعر الكسندر بالدهشة ولم يعرف مصدر هذا الصوت فهرع مسرعاً إلى غرفة مساعده واتسون وقال له: لا تغير في أي شيء.. ماذا فعلت؟ دعني أرى!
وبعد الملاحظة وجد الكسندر أن السلك الفولاذي عندما كان يهتز فوق المغناطيس كان يصدر تياراً ذا قوة متنوعة تسير عبر السلك وهذا ما دفع السلك الموجود في الغرفة إلى أن يهتز ويصدر ذاك الرنين
وفي اليوم التالي تم صناعة أول هاتف وصدر أول صوت عبر الهاتف.
ولكن كيف تطوّر الهاتف وكيف صار يعمل!
عندما نضع فمنا على سماعة الهاتف ونبدأ بالحديث، تهتز الأوتار الصوتية، فتمر هذه الاهتزازات عبر جزيئات الهواء
تخرج الأمواج الصوتية خارج الفم، ثم تضرب هذه الأمواج غشاء رقيقاً من الألمنيون في جهاز الإرسال في الهاتف، فيقوم غشاء الألمنيوم هذا بإرسال الذبذبة بنفس طريقة تذبذب جزيئات الهواء عبر تيار متفاوت أو متموج عبر خط الهاتف.
يقوم خطيّ التيار القوي والضعيف بإثارة القرص أو غشاء الألمنيوم في السماعة الأخرى للمتحدث الآخر!
ويتذبذب الغشاء المستقبل تماماً كما يفعل الغشاء الناقل.
وعندما تصل هذه التموجات إلى أذن الشخص الآخر من الطرف الثاني من الخط يكون لها نفس التأثير كما لو أنها صدرت مباشرة من الفم.
كم دقيقة استغرقت معك قراءة قصة اختراع الهاتف؟!
هل تعرف أن هذه القصة التي قرأتها في دقيقتين! كانت قصة نضال وصبر لتجربة دامت سنوات عدة؟!
تذكر دائماً.. أن أقل مايمكن أن نعبر به عن احترامنا وتقديرنا لمثل هذا الاختراع.. هو أن نحسن استخدامه!