إعداد الفرق الرياضية
الفرق الرياضية والمنتخبات الوطنية مقبلين على موسم رياضي جديد استعداد للمشاركات المحلية والبطولات والدورات في المحافل الخارجية مما يتطلب من الجهازين الادارى والفني على هذه الفرق التخطيط العلمي والإعداد البدني وخاصة مع هؤلاء اللاعبين الناشئين بغرض رفع مستواهم البدني والمهارى والخططي وتطويرها وتنميتها استعدادا للمنافسات والمشاركات والبطولات التي تأخذ وقتا طويلا وتضمن بقائهم في الملاعب والتدريب والمنافسات والنشاط الرياضي لأطول فتره زمنيه ممكنه وعدم تعرضهم للإصابات الرياضية والمشاكل الاجتماعية والنفسية , وحرصا للاستفادة نطرح خطة التطوير والإعداد الرياضي لكل من يتعامل مع الرياضيين والفرق الرياضية في الجهاز الادارى والجهاز الفني, وفى البداية يتطلب اختيار أو انتقاء اللاعبين وخاصة الناشئين الصغار ومناسبتهم للعبه بإتباع الأسس العلمية الحديثة وحسب الإمكانات المتوافرة من الأجهزة الفسيولوجية والقياسية الحديثة والكوادر الفنية المتخصصة في مجال الطب الرياضي حتى تتطابق مواصفات اللاعبين البدنية وقدراتهم العضلية والمهارية والنفسية مع نوع اللعبة التي تتم انتقائهم واختيارهم لممارستها ,وبإمكان الجهاز الفني والمدربين بخبراتهم وما يملكون من العين الفاحصة اختيار وانتقاء اللاعبين بالطرق التقليدية البدائية كاعتماد على الطول والوزن والشكل وتناسب الأطراف العلوية مع الأطراف السفلية والكتل العضلية والدهنيه في الجسم وإجراء مجموعه من الاختبارات على اللاعبين
في بداية الموسم الرياضي كاختبارات البدنية والفسيولوجية والمهارية والنفسية واختبارات اللياقة البدنية العامة والخاصة باللعبة مثل قياس السرعة والقوة والتحمل العضلي والتحمل الدوري التنفسي والمرونة والتوافق العضلي العصبي ,علما بان احدث ما توصل إلية العلم الحديث باستخدام الجينات الوراثية (نواة خلية الدم ) ( DNA) في انتقاء الناشئين وتحديد كل ما يتعلق بمكونات اللياقة البدنية
وكذلك كل ما يتعلق بالعضلات من الناحية الفسيولوجية مما يوفر للجهاز الفني والادارى الطاقات المستهلكة من الموارد البشرية والمادية والمعنوية مما يكون له تأثير في تطوير ورفع مستوى الأداء المهارى والفني والخططي للاعبين والفرق الرياضية .
ومن الأمور الضرورية عند إعداد ألاعبين والفرق الرياضية عمل ملف صحي لكل لاعب يحتوى على نتائج الفحوص والتحاليل الطبية وعلى نتائج اختبارات اللياقة البدنية ومستوى المهارات الفردية والجماعية والحالة الصحية والنفسية والاجتماعية والحوادث والإصابات التي تعرض لها اللاعب, أما في الجانب التدريبي فان معظم المدربين والقائمين على التدريب متفقون على تقسيم الخطة التدريبية في بداية الموسم الرياضي إلى قسمين , فالأول ويسمى الاعدداد البدني واللياقة البدنية ويحتوى على تدريبات وتمرينات تعمل على زيادة اللياقة البدنية وعناصرها وذلك باستخدام الأثقال والحديد ( مع مراعاة الأثقال الحديدية مع الناشئين الصغار ) وكذلك تنمية عنصر القوة العضلية والمرونة وتأهيل العضلات والأربطة والأوتار المحيطة بالمفاصل لمنع وتقليل الإصابات العضلية خلال التدريب والمنافسات الرياضية ومدة هذا الجزء تقريبا من (4-6) أسابيع ويفضل أن يكون التدريب على فترتين صباحية ومسائية ,ويوازى هذا الجزء من التدريب البرنامج الغذائي اليومي للاعب بحيث تحتوى الوجبات الغذائية على نسبة كبيرة من المواد البروتينية كاللحوم والدواجن والبيض والأسماك,
أما القسم الثاني من خطة التدريب ويسمى بالإعداد المهارى والخططي ويحتوى على تمرينات وتدريبات للمهارات والخطط الفنية وتنفذ على شكل المنافسات والمباريات التجريبية , ويوازى هذا الجزء من التدريب البرنامج الغذائي اليومي للاعب بحيث تحتوى الوجبات الغذائية على نسبة كبيرة من المواد الكيربوهيدراتية والتي تعطى الجسم الطاقة لاستمرار اللعب وتعويض الجسم ما يفقده أثناء التدريب والمنافسات,وللأسف الشديد أن كثير من المدربين يتجاهلون البرنامج الغذائي للاعبين في بداية الموسم الرياضي وخاصة أثناء تنمية وتطوير القدرات العضلية وزيادة سمكها اعتقادا منهم بان أهمية التغذية تكمن فقط في يوم البطولة , ومما لا شك فيه فان البرنامج الغذائي مهم وضروري ويتطلب أن يوازى خطة التدريب والمباريات والمسابقات منذ بداية الموسم وحتى نهايته حيث تعتبر التغذية الوجه الآخر والمكمل للتدريب الرياضي في أوقات التدريب وبعد التدريب وفى المعسكرات وأثناء الإعداد البدني وقبل المباريات ويوم المباراة وليلة المباراة من حيث الكمية ونوعية الأغذية المناسبة لكل لاعب وان تشمل الفيتامينات والأملاح والمعادن والماء والسوائل وخاصة إن بداية الموسم يبدأ في فصل الصيف للمحافظة على صحة اللاعب والتوازن المائي .
وفى الجانب النفسي فان معظم فرق الدول العربية وخاصة في الخليج والكويت تفتقر وجود اختصاصيين نفسيين لمعالجه المشاكل النفسية التي يتعرض لها اللاعبين خلال الموسم الرياضي من الضغوط والإحباط والفشل والهزيمة ومشاكل أخرى مما يتطلب وجود اختصاصي نفسي مرافق مع اللاعبين وخاصة أثناء المباريات والمنافسات والمعسكرات الخارجية الطويلة وذلك بغرض دراسة سلوك اللاعبين أثناء تواجدهم في البيئات المختلفة والعمل على بقائهم في هذه البيئة بحالة استمرار نفسي وذهني ورفع مستوى الطموح والدافعية لديهم. أما من الناحية الاجتماعية فان من الجوانب المكملة لتنمية وتطوير المستوى المهارى والخططي والذهني للاعبين في الأنشطة والفرق الرياضية
ويتطلب من الإداريين والمدربين والمشرفين على اللاعبين الاهتمام بالجوانب الاجتماعية لدى اللاعبين بدراسة أحوالهم الاسريه والدراسية والوظيفية وتوطيد علاقاتهم مع بعضهم البعض ومع المدرب والادارى والمشرف والنادي والاتحاد وروابط أفراد الفريق الواحد وقياس مدى التجانس مع القيادة والإدارة , وأخيرا فان الجانب الطبي والوقائي مهم جدا في متابعة الأمراض والإصابات والحوادث الصحية التي يتعرض لها اللاعب حيث لها تأثير في انخفاض المستوى المهارى والفني والخططي للاعبين وتدنى مستوى لياقتهم البدنية والصحية وفى بعض الأحيان ابتعادهم عن اللعب وممارسة الرياضة في أعمار مبكرة , لذا يتطلب أن يكون للاعبين أو الفرق الرياضية متخصصين في مجال الطب الرياضي لرفع مستوى اللاعبين ورعايتهم في الصحية والطبية والمحافظة عليهم من الحوادث والأمراض والإصابات مما يؤدى ذلك إلى بقائهم أطول فترة زمنية ممكنة في الفريق أو في ممارسة الرياضة بكامل لياقته البدنية والصحية والمهارية والخططية والنفسية, ويفترض أن يكون للفريق الطبي برامج خاصة للوقاية من الإصابات والإسعافات الأولية والعلاج الطبيعة والجراحي والتأهيل الرياضي , وبعد كل ذلك يؤسفنا أن نعلن بان معظم المسئولين والقائمين على أعداد اللاعبين والفرق الرياضية يتجاهلون الأسلوب العلمي عند إعداد الرياضي منذ انتقائه أو في بداية الموسم الرياضي أو في المعسكرات أو عند الاستعداد للدورات أو البطولات المحلية أو الخارجية في كثير من الجوانب المختلفة تم ذكرها مما يصعب وصول اللاعبين أو الفرق الرياضية إلى أعلى مستويات التنافس وتدنى الرياضة في أوطاننا, متمنيا للجميع الفوز والنجاح.