ismailkhi عضو متألق
عدد الرسائل : 341 المزاج : طيب المعاملة نقاط التقييم : 3 تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| موضوع: أيام في طشقند وسمرقند وبخارى5/6 الإثنين 29 سبتمبر 2008 - 13:26 | |
|
قد كثر حديث المؤرخين العظماء عن طشقند وسمرقند وبخارى، وذكروها بمداد الفخر والعزة، فمن هؤلاء القزويني حيث قال في بخارى في كتابه "آثار البلاد وأخبار العباد": "بخارى مدينة عظيمة مشهورة بما وراء النهر، قديمة، طيبة ... ولم تزل بخارى مجمع الفقهاء ومعدن الفضلاء ومنشأ علوم النظر ... ولم تُر مدينة كان أهلها أشد احتراماً لأهل العلم من بخارى.
وقال ياقوت الحموي في معجمه العظيم "معجم البلدان": "مدينة قديمة نزهة، كثيرة البساتين، واسعة الفواكه، جيدتها ..."
وقال الحميري في "الروض المعطار": "ببخارى بشر كثير لا يحصيهم العد ... ويرجع أهلها من العفة، والدماثة، والأمانة، وحسن السيرة، وحسن المعاملة، وقلة الشر، وإفاضة الخير، وبذل المعروف، وسلامة النية إلى ما يفضلون به سائر الناس".
وقد تعرضت بخارى للتخريب على يد جنكزخان سنة 616هـ وفتحها الأوزبك سنة 905هـ، وكان بها 197 مسجداً و167 مدرسة أغلقها جميعاً الروس ولم يبقوا إلا مسجداً واحداً ومدرسة واحدة !! ومن أشهر علمائها الإمام البخاري وابن سينا وصدر الشريعة المحبوبي والمحدث الكبير يزيد بن هارون شيخ الإمام أحمد.
وقد احتفلت اليونسكو بمرور 1500 سنة على إنشاء المدينة وقد كانت من القرن السادس عشر إلى بدايات القرن العشرين عاصمة دولة "خانات بخارى" والخانات هم الملوك بلغتهم. وفي سنة 1868م جعلها الروس مقاطعة من إمبراطوريتهم البائدة، وفي سنة 1920م بعد ثورة البلاشفة اللعينة صار اسمها "جمهورية بخارى الشعبية السوفيتية" ثم "جمهورية بخارى الاشتراكية السوفيتية" وقسمت بموجب الحدود التي وضعها الهالك ستالين بين أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وذلك بعد أن ألغى إقليم آسيا الوسطى سنة 1924م.
وفي بخارى بقايا لعرب قدماء وفدوا على المنطقة دعاة وتجاراً، وأسرى مع تيمورلنك!!
أما سمرقند فقد تبارى المؤرخون في إظهار حسنها وأهميتها، فقد قال ابن بطوطة: "إنها من أكبر المدن، وأحسنها، وأتمها جمالاً ... وكانت تضم قصوراً عظيمة وعمارة تنبئ عن همم أهلها".
وقال القزويني: "وليس على وجه الأرض مدينة أطيب ولا أنزه ولا أحسن من سمرقند".
وفتحت على يد قتيبة بن مسلم الباهلي سنة 87هـ/705، ثم ملكها السامانيون بتفويض من المأمون العباسي، ثم توالى عليها الحكام إلى أن خرّبها المغول، ثم بعد إسلامهم عمروها، واتخذها تيمورلنك عاصمة لملكة، ونقل إليها الصناع وأرباب الحرف، وشيد فيها قصوراً جليلة وآثاراً جميلة.
ثم خضعت سمرقند لحكم الشيبانيين لمدة قرنين ونيف، ثم جرت عليها أحوال إلى أن ملكها الروس في القرن التاسع عشر والبلاشفة في القرن العشرين.
كانت سمرقند وبخارى قاعدتين لنشر الإسلام قديماً في الصين والهند وروسيا، حتى أن دوق روسيا كان يدفع الجزية سنوياً لأمير بخارى !!
وسمرقند اليوم ثاني مدن أوزبكستان بعد طشقند، وفيها صناعات متعددة، ومراكز للبحث العلمي، ومعاهد علمية وتجارية.
ومن أعظم من ملك سمرقند أُلغ بيك وهو حفيد تيمورلنك وكان محباً للثقافة والفنون والعلوم والعمران، وأتى لها بالعلماء من كل حدب وصوب، وكان هو نفسه عالماً فلكياً ومدرساً للرياضيات، وبنى مدرسة عليا للطلاب يدرسون فيها العلوم كافة، ومن أهم آثاره المرصد الفلكي الضخم المهم، الذي لم يكن مثله في العالم كله، وقد اكتشف الروس ما تبقى منه سنة 1908م، ورمموه بعد سنة 1920 وبنوا بجواره متحفاً يحوي كتب الفلك النادرة.
وقد احتفلت اليونسكو بمرور 2750 عاماً على تأسيس المدينة !!
ومن العجب الذي يستحق أن ينوه به أن نجم الدين عمر بن محمد النسفي المتوفى سنة 537هـ ألف كتاباً سماه "القند في ذكر علماء سمرقند" ذكر فيه بضعة آلاف من تراجم علماء سمرقند !! فسبحان الله كم أما طشقند فقد كانت تسمى بلاد الشاش قديماً، وأخرجت علماء كثيرين على رأسهم القفال الشاشي الإمام الشافعي المشهور المدفون في طشقند وقبره فيها معروف اليوم ظاهر يزار.
وهي اليوم عاصمة أوزبكستان، وقد كانت سمرقند هي عاصمة التركستان لكن الروس نقلوا العاصمة إلى طشقند لأن أهل سمرقند رفضوا تغيير الطابع الإسلامي لمدينتهم لما احتلها الروس، وهناك سبب آخر ألا وهو أن سكان طشقند يكثر فيهم الروس.
وطشقند فيها اليوم أكبر مجمع صناعي في آسيا الوسطى، وعدد سكانها يربو على المليونين ونصف المليون بحسب إحصاء سنة 1995.
وقد استقلت أوزبكستان عن الاتحاد السوفيتي الهالك بعد عقود من الظلام، وقد كانت قبل تحت الاحتلال الروسي القيصري، الذي أخذ البلاد واستعبد العباد باسم المسيحية المحرفة، ولقد جاء في المجلة الرسمية لإدارة مسلمي أوزبكستان، وهي الإدارة المشرفة على الشؤون الدينية في أوزبكستان، جاء فيها ما يلي على لسان القياصرة: "نحن إن نصرنا الشعوب المحلية نكون رفعناهم إلى مستوانا وهم يصيرون إخواننا" وبالطبع هم لا يريدون ذلك، لذلك قالوا ما يلي: "مع إجازة الشعوب المحلية لتمسكهم بدينهم يلزم تنفيذ سياسة الترويس تدريجياً، فليبق المسلم المتعلم الروسية على جهله فلا يتكلم بالروسية كيفما كان، وليحس بالخجل لركاكته، فلا يرتعش أمام وال فقط بل أمام كل موظف" ومعذرة على ركاكة الكلام لكني أنقله كما وجدته.
أما الروس الشيوعيون البلاشفة فانظر ماذا قالت المجلة الأوزبكية الرسمية عن عهدهم البائد: "إن النظام الشيوعي السوفييتي نفد سياسة استئصال الدين؛ لأن الفكرة الشيوعية كانت مؤسسة على الكفر، والشيوعيون كانوا يرون السعادة في التجرد من كل الأديان، وعلى هذا بعد ظفرهم بالسلطة وتوطيد موقعهم قليلاً في مدة قصيرة عطلوا المساجد والمدارس، وعاقبوا واضطهدوا العلماء. انتهب واجتيح تراث علمي ثقافي غني مصون في المساجد والمدارس والمكاتب وأيدي الناس عبر القرون، وأُعلن الشعب ـ المنجب أساتذة في جميع مجالات العلوم ـ أمياً.
وفي الواقع سنة 1911 في طشقند ... كانت ثلاثمائة وتسعة وأربعون مسجداً مع مدرسة وست وعشرون مدرسة وفيما بعد هدم تلك المساجد والمدارس حتى أبنيتها، وصُيرت المحفوظة منها إلى مخازن وحظيرة خنازير ومتاحف الملحدين وبيوت دعايتهم".
وقالت المجلة أيضاً: "النظام الذي عشنا فيه بالأمس ألحق بإلحاده المصائب الخطيرة بالمجتمع البشري. وإنّ تأسس عقيدته على الإلحاد نفسه يظهر درجة خطره الوخيم على حياة بني آدم، وبعبارة أخرى إن النوايا الشيوعية المنكرة للأشياء غير المرئية كانت مؤسسة على عدم الاعتراف بالله تعالى وحاولت إزالة إيمان الإنسانية بالخالق عز وجل".
هذا بعض ما قالته المجلة التي صدرت في الذكرى العاشرة لاستقلال الجمهورية سنة 2001م، وكانت أوزبكستان قد استقلت سنة 1991م وانعتقت من نير الشيوعية للأبد بفضل الله تعالى.
وإن جرائم الروس القياصرة ومن بعدهم السوفييت في آسيا الوسطى عامة وفي أوزبكستان خاصة لا تعد ولا تحصى، وإن التاريخ لن ينسى أبداً أن الروس قد جَهّلوا شعوب المنطقة، وأبعدوها عن دينها وإسلامها عقوداً طويلة، وقتلوا كثيراً منهم، وهجروا كثيراً منهم عن ديارهم، وفرقوا شمل الأسر، واختطفوا الأب من بين أهله، والولد من بين أبيه وأمه، ونهبوا ثروات المنطقة، وفعلوا بها كل قبيح، وإنه لابد سيأتي يوم يحاكِم فيه شعوب المنطقة هؤلاء المعتدين في محاكمة عادلة، وعندئذ يخسر المبطلون، وإن غداً لناظره قريب، ولئن سأل سائل: أين العالم كله مما جرى للمسلمين على مدى مائة وثلاثين عاماً تقريباً ؟ والجواب: إن سبب سكوت العالم واضح وذلك لأنهم مسلمون، والمسلون كما هو معلوم لا بواكي لهم، ينتقص من يشاء أرضهم وينتهك عرضهم وما من سامع ولا مجيب.
وإن الدليل لحاضر على ما أقوله ماثل بين أعيننا اليوم في تركستان الشرقية وهم أشقاء التركستانيين الغربيين بل هم شعب واحد، احتل الروس غربه والصين شرقه، فتركستان الشرقية اليوم تحت الحكم الصيني البغيض، الذي حول اسمها لتكون سنكيانج ـ أي الأرض الجديدة ـ وأعدم قادتها، ونهب ثرواتها، وهم اليوم مضيق عليهم غاية التضييق، وأسأل القراء: متى سمعتم في الأخبار عن تركستان الشرقية ؟ ومتى طرقت آذانكم أخبار إخوانكم هنالك ؟
إن الأخبار عنهم نزرة بل نادرة، وذلك لأنهم مسلمون، ولو كانوا نصارى أو يهوداً لملئت آذاننا ضجيجاً وصياحاً وعويلاً، هذه هي الحقيقة وهذه هي ديمقراطية الغرب والشرق المزعومة، وهذه حقوق الإنسان المدعاة التي يرفعون لافتتها عالية إذا شاؤوا ويعمون عنها وقتما يريدون، وما هي إلا مصالح وإنما تؤخذ الدنيا غلاباً، والله الموفق.
| |
|
ahmed elalem مشرف سابق
عدد الرسائل : 444 الهواية : كرة القدم واللعب على الكمبيوتر و البرمجة المزاج : حسن نقاط التقييم : 49 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: رد: أيام في طشقند وسمرقند وبخارى5/6 الإثنين 29 سبتمبر 2008 - 21:47 | |
| | |
|