التربية البدنية في السنة النبوية

ملخص البحث :
حث الاسلام على ممارسة الرياضة بكافة انواعها اذ ان الرسول الكريم محمد  حث على كل سبيل يقوي المسلم على الجهاد . فالاسلام دين القوة والنشاط والدعوة إلى العمل والجهاد وكل تشريعات الاسلام تدعو إلى الحيوية والنشاط والدعوة إلى تقوية الجسم تمهيداً لتقوية الروح والنفس المسلمة والمحافظة على صحة الانسان .
هدف البحث إلى التعرف على التربية الرياضية في السنة النبوية ، وتناول البحث نسب الرسول محمد  واجداده وصفاته ، وتناول التربية الرياضية في السنة النبوية التي اشتملت على مختلف انواع الانشطة الرياضية .
واستنتجت الباحثة اهتمام الرسول الكريم  بالالعاب الرياضية وحث على ممارستها والتدريب عليها واهتم بالالعاب الترويحية وتشجيع المسابقات الرياضية.
واوصت الباحثة بضرورة ابراز اهمية ممارسة الانشطة الرياضية من وجهة نظر اسلامية .
1- التعريف بالبحث :
1-1 المقدمة واهمية البحث :
تعد الرياضة احدى الانشطة الانسانية المهمة فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الانسانية من شكل من اشكال الرياضية فقد عرفها الانسان عبر عصوره وحضاراته المختلفة وقد تفاوتت توجهات كل حضارة بشأنها (الخولي ، 1996 ، 7) . وبالبحث في الحضارة العربية الاسلامية نجد عدة ادلة ووقائع تشير إلى المكانة التي احتلتها الرياضة. فقد حث الاسلام على ممارسة الرياضة بكافة انواعها ، اذ ان الرسول الكريم محمد  حث على كل سبيل يقوي المسلم على الجهاد (منصور ، 2000 ، 9) . فالاسلام دين القوة والنشاط والدعوة إلى العمل والجهاد وكل تشريعات الاسلام تدعو إلى الحيوية والنشاط والدعوة إلى تقوية الجسم تمهيداً لتقوية الروح والنفس المسلمة لتأدية العبادات المختلفة وكذلك المحافظة على صحة الانسان ولياقته البدنية ، فضلاً عن المحافظة على الصحة النفسية فقد حرم الاسلام كل ما يفسد اجهزة الجسم الحيوية ويؤثر على القوة العقلية والبدنية والنفسية فامر بالاعتدال في الطعام والشراب وسائر التشريعات المتضمنة المحافظة على نظافة البدن.
وتعد الرياضة النافعة والمنضبطة بالقواعد والقوانين من مكملات حفظ النفس البشرية ، والقيام على درء الضعف عنها ، فالتربية الرياضية مطلوبة شرعاً بدلالة تحقيقها لهذا المقصد العظيم . من هنا برزت اهمية البحث للتعرف على التربية الرياضية في السنة النبوية الشريفة.
1-2 مشكلة البحث :
اهتمت الحضارة الاسلامية بالتربية الرياضية وسعت إلى نشرها وتوسيع ممارستها بين صفوف المسلمين من كلا الجنسين ولمختلف الاعمار والسنة النبوية زاخرة بالاحاديث النبوية الشريفة والافعال التي كان الرسول محمد  يقوم بها او يقرها والتي لها علاقة بالممارسة الرياضية ، ولكننا نلحظ في الوقت الحالي ان البعض لا يدرك ذلك وقد يبتعد عن الممارسة الرياضية اعتقاداً منه ان الممارسة الرياضية لا تنسجم وتعاليم الدين الاسلامي من هنا ظهرت مشكلة البحث للتعرف على التربية الرياضية في السنة النبوية .

1-3 اهداف البحث :
يهدف البحث الى التعرف على:
1-3-1 اهم الالعاب التي اهتم الرسول الكريم محمد  بممارستها والتشجيع على ممارستها.
1-3-2 اهم الالعاب الترويحية التي اهتم الرسول الكريم بها وشجع على ممارستها.
1-3-3 المسابقات الرياضية في الاسلام.

1-4 فروض البحث:
افترضت الباحثة ان هناك:
1-4-1 أكثر من لعبة اهتم الرسول الكريم محمد  بها وشجع على ممارستها.
1-4-2 العاب ترويحية اهتم الرسول الكريم محمد  بها.
1-4-3 ممارسات للسباقات الرياضية في الاسلام.

2- الاطار النظري :
2-1 محمد  نسبه واجداده وصفاته :
2-1-1 نسبه واجداده :
تتفق المصادر التاريخية على عروبة محمد  وانتسابه إلى قبيلة قريش فهو
(محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهد بن مالك بن المنظر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن معز بن نزار بن معد بن عدنان) . (ابن اسحاق ، 1976 ، 1) ، (ابن قتيبة ، 1987، 70) ،
(ابن حزم ، ب ت ، 2) .

2-1-2 صفاته :
كان رسول الله  صاحب قوام جميل متين البنية قوي التركيب ، وكان بنيانه الجسمي مثار اعجاب من حوله من العامة ، ولا عجب فهو الاسوة الحسنة ، الذي ارسله العلي القدير هادياً لنا في كل امر من امور الدنيا والاخرة.
كتب القاضي عياض في كتابه (الشفاء) يصف لرسول الله  بانه كان عظيم الصدر ، عظيم المنكبين ، ضخم العظام ، عبل العضدين والذراعين والاسافل، رحب الكفين والقدمين ، ربعة القدّ ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير المتردد.
ووصفه علي بن ابي طالب  فقال : لم يكن بالطويل الممغط (البائن الطول) ، ولا بالقصير المتردد ، وكان ربعة من القوام (معتدل القامة) ، ولم يكن بالجق القطط، ولا بالسبط ، كان جعداً رجلاً ولم يكن بالمظهم (الفاحش السمنة) ، ولا بالمكتم (كثير اللحم) كان اسفل الخد شئن الكف والقدمين (غليظ) خليل المشاش ولكتف إذا التفت ، واذا مش يتكفى تكفياً كأنما يحط من صبب (يميل إلى المشي إلى الامام) (الخولي ، 1995 ، 93) .

2-1-3 التربية الرياضية في السنة النبوية :
في السنة النبوية وقائع واحداث تشير إلى المكانة التي احتلتها الرياضة من نشاط بدني وممارسة الرياضات ولعب ولهو مباح فالرسول محمد  شجع على ممارسة انواع مختلفة من الانشطة الرياضية فضلاً عن انه مارس انواع مختلفة من الانشطة الرياضية ومنها.

2-1-3-1 رياضة المسابقة بالاقدام :
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت (سابقت النبي  فسبقته فلما حملت اللحم سابقته فسبقني قالت : هذه بتلك) ( ) .
وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الاكوع قال : بينما نحن نسير وكان رجل من الانصار لا يسبق ابداً فجعل يقول إلاّ مسابق إلى المدينة ، هل من مسابق ؟ فقلت : اما تكرم تكريماً وتهاب شريفاً ؟ فقال : لا . إلاّ ان يكون رسول الله  قال : قلت يا رسول الله بابي وانت وامي ذرني اسابق الرجل فقال : ان شئت ، فسبقته إلى المدينة. (ابن القيم،ب ت ، 3) .


2-1-3-2 رياضة المصارعة :
اما عن المصارعة فقد صارع النبي محمد  مرتين او ثلاثة وذلك قبل اسلامه ، وقيل ذلك كان سبب اسلامه.
وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب : ان ركانه بن عبد يزيد صارع النبي  بمكة قبل الاسلام وكان اشد الناس فقال : يا محمد ان صارعتني امنت بك ، فصرعه النبي  ثم اسلم بعده . (ابن القيم ، ب ت ، 3) .

1-1-3-3 رياضة الفروسية:
رياضة الفروسية بما فيها السباق كانت من الرياضات التي مارسها الرسول الكريم  بنفسه .
قال رسول الله  : ((الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة)) ( )
- عن يحيى بن سعيد قال: رأى الرسول  يمسح وجه فرسه بردائه فقيل له في ذلك فقال(إني عوتبت في الخيل ، لكرامتها عليه وعلى ما عاتبه فيها)) (ابن القيم،ب ت، 12)
- وعن ابي ذر قال : قال رسول الله  : ((ما من فرس عربي الا يؤذن له عند السحر بكلمات يدعو بهن اللهم خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني له فاجعلني من احب أهله وماله اليه)) . (ابن القيم ،ب.ت ،12)
- وعن الرسول محمد  قال : ((ان من ارتبط فرسا في سبيل الله فان شعبه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)) . (ابن القيم ، ب ت ، 13)
- وعن ابن وهب الجشمي عن رسول الله  قال : ((ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها واكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الاوتار)). (ابن القيم ،ب ت،13) .
- كما سابق رسول الله  بين الخيل ففي حديث عن ابن عمر  ان رسول الله سابق بين الخيل التي حمرت منها وأمرها الحيفاء الى ثنية الوداع والتي لم تضمرّ امدها من ثنية الوداع الى مسجد بني زايق( ) ( ) .
- وفي مسند احمد من حديث عبد الله بن عمر أن النبي محمد  سبق بين الخيل وراهن . (وفي لفظ له : سبق بين الخيل وأعطى السابق).
- وفي المسند أيضاً من حديث أنس أنه قيل له : اكنتم تراهنون على عهد الرسول محمدأو كان رسول الله  قال: نعم والله لقد راهن  على فرس يقال له سبحة فسبق الناس ، فبش لذلك وأعجبه .(ابن القيم،ب ت ،4).
- وفي سنن ابي داؤد عن ابن عمر ان النبي  "سابق بين الخيل وفضل القرح في الغاية"( ) (ابن القيم ،ب.ت، 4)

2-1-3-4 رياضة سباق الابل:
- سابق رسول الله  بين الابل فعن أنس بن مالك قال : كانت العضباء لا تسبق فجاء اعرابي على قعود له فسابقها فسبقها الاعرابي وكان ذلك شاق على اصحاب رسول الله  فقال : ((حق على الله أن لا يرتفع شيء إلا وضعه)) (ابن القيم ،ب.ت، 4) .
- روي عن أبي هريرة  عن النبي  قال : ((لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل)) (ابن القيم ،ب.ت، 10)

2-1-3-5 رياضة الرمي:
حض رسول الله  على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمهما أشد تأكيد وقد قال ابن القيم عنهما انها أجل هذه الأنواع على الاطلاق وأفضلها ، أي افضل انواع الرياضة .
ففي صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله  بنفر يتناضلون (يرمون) فقال : ((ارموا بني اسماعيل فان اباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع بني فلان فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال : ما لكم لا ترمون فقالوا كيف نرمي وأنت معهم ؟ فقال ارموا وأنا معكم كلكم)) .
- وفي صحيح مسلم عن عقبة قال: سمعت رسول الله  يقول : ((وأعدوا ما استطعتم لهم من قوة ألا ان القوة الرمي ،الا ان القوة الرمي ، الا ان القوة الرمي)) .
- وفي قول عقبة بن عامر أيضا قال : قال رسول الله  ((إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة ، صانعه المحتسب في عمله الخير ، والرامي به ،والممد به (وفي رواية منبله) وارموا واركبوا، وإن ترموا أحب ألي من أن تركبوا كل لهو باطل ، وليس من اللهو محمود إلا ثلاثة ، تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله فانهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة فانها نعمة تركها أو قال(كفرها))(ابن القيم،ب ت،14).
- روى الطبري عن حديث ابن المسيب عن ابي ذر قال : قال رسول الله  ((من مشى بين الفرضين كان له بكل خطوة حسنة)) .(ابن القيم ،ب ت،11).
- عن عمرو بن عبسة قال سمعت رسول الله  يقول ((من رمى بسهم في سبيل الله بلغ العدو أو لم يبلغ كان له عتق رقبة)) .
- وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله  يوم الطائف ((قاتلوا فمن بلغ بسهم فانها درجة أما انها ليست بدرجة ابن أحدكم ولا امه ولكنها درجة في الجنة)) .
- وعن محمد بن الحنفية قال : رأيت ابا عمرة الأنصاري وكان بدريا احاديا وهو يتلوى من العطش ثم قال : سمعت رسول الله  يقول ((من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ او قصر كان ذلك السهم نورا يوم القيامة)) .
- وقد دعى الرسول  للرماة ، فقال لسعد بن أبي وقاص اللهم سدد رميه واجب دعوته ((فكان لا يخطىء له سهم وكان مجاب الدعوة)) .
- وكان من حرص النبي  على الرمي يناول الرامي السهم ماله من نصل فيرمي به.
- وقد فدى رسول الله  – فدى الرماة بأبيه وأمه فقال في الصحيحين عن سعد بن المسيب قال : سعد بن مالك قال لي رسول الله  وكنا يوم أحد فقال ((ارم فداك ابي وأمي)) .
- ومن فضائل القوس أنه كان رسول الله  يخطب وهو متكىء عليها . ويذكر عن أنس قال : ما ذكرت القوس عند النبي محمد  إلا قال ((ما سبقها سلاح الى خير قط)) ويذكر أن جبريل جاء يوم بدر وهو متقلدا قوساً عربياً .(ابن القيم، ب.ت، 14-15).
- وان القوس تنفي الفقر عن صاحبها فعن أنس أن رسول الله  قال: ((من اتخذ قوساً عربياً نفى الله عنه الفقر)) .
- عن الرسول محمد  ((أنه أشار الى القوس العربية بهذه وبرماح القنا يمكن الله لكم في البلاد وينصركم على عدوكم)) .
- وقد حرض الرسول  اصحابه على اللهو بالسهام فعن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله  يقول: ((ستفتح لكم الأرض وتكفوا المؤونة فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه)).
- وعن أنس قال كان رسول الله  وابو طلحة بترس واحد يوم أحد وكان أبو طلحة إذا رمى يشرف له رسول الله  وينظر الى موقع سهمه.(ابن القيم ،ب،ت،16-17).


2-1-3-6 رياضة الطعن بالرمح:
طعن رسول الله  بالحربة وهي رمح قصير . إذ أنه يوم كان يوم أحد وأسند رسول الله  الى الجبل أدركه أبى بن خلف وهو يقول أين محمد ؟ لا نجوت إن نجا قال ابن اسحاق : وكان أبى بن خلف كما حدثني صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يلقى رسول الله  بمكة فيقول يا محمد ان عندي العود – فرساً له – أعلفه كل يوم فرقا ن ذرة أقتلك عليها ، فيقول الرسول الكريم محمد  ((بل أنا أقتلك إن شاء الله)) . قال موسى بن عقبة،قال سعيد ابن المسيب كلما أدرك أبى رسول الله  اعترض له رجال المؤمنين فأمرهم رسول الله  فخلو طريقه واستقبله مصعب بن عمير يقي رسول الله  بنفسه فقتل مصعب بن عمير وأبصر رسول الله  ترقوة أبى بن خلف من فرجة في سابقة الدرع والبيضة فطعنه بحربة فوقع أبى عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم فكسر ضلعا من أضلاعه فلما رجع الى قريش وقد خدشه في عنقه خدش غير كبير فاحتقن فقال قتلتني والله يا محمد قالوا له : ذهب والله فؤادك انه ما كان بك من بأس قال : انه قد كان قال لي بمكة انا أقتلك فوالله لوبصق علي لقتلني فمات عدو الله يسرف وهم قافلون الى مكة .
(ابن القيم،ب.ت، 18) .
- وفي مسند الأمام أحمد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ) ((بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم)).
- وفي سنن ابن ماجة عن علي ابن ابي طالب قال : كانت بيد رسول الله  قوس عربية فرأى رجلاً بيده قوس فارسية فقال : ما هذه ؟ ((ألقها وعليك بهذه واشباهها ورماح القناة فانهما يزيد الله بهما في الدين ويمكن لكم في البلاد)).
- والرماح للمقاتل بمنزلة الصياصي للوحش تدفع بها من يقصدها ، وتحارب بها وقد نص الأمام أحمد على أن العمل بالرمح أفضل من الصلاة النافلة في الأمكنة التي يحتاج بها الى الجهاد . (ابن القيم ، ب.ت،18).

2-1-3-7 رياضة المبارزة بالسيف :
كان للرسول محمد  سيوف عدة أما أسمائها فقد ذكرها الطبري في تاريخه ، فقد روى بأنه كان لرسول الله  من سلاح بني القينقاع ثلاث أسياف : سيفاً قلعياً يدعى بتارا وسيفا يدعى الحتف ، وقيل أنه قدم رسول الله  الى المدينة ومعه سيفان يقال لأحدهما العضب شهد به بدراً وسيفه ذو الفقار غنمه يوم بدر . (مامسر ، 2001، 224) . مارس رسول الله  رياضة المبارزة وأباح مزاولتها كما حض الناس على التدريب عليها . وعن أبي داؤد أنه روى عن رسول الله  عن علي  قال تقدم – يعني عتبة بن ربيع –وتبعه ابنه واخوه فنادى هل من مبارز ؟ فانتدب له شاب من الأنصار ، فقال من أنتم ؟ فأخبروه، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث فأقبل حمزة بن عتبة وأقبلت الى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان فأثخن كل واحد صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه، واحتملنا عبيدة فكانت هذه المبارزة بأمر النبي محمد .أما فضلها فقد روي عن رسول الله  قال : ((الجنة تحت ضلال السيوف)) ( ).
- وعن عروة قال ((أول سيف سل في سبيل الله سيف الزبير)) .
- وعن جابر  أن رسول الله  ينهى عن تتعاطى السيف مسلولاً وفي رواية ((إذا سل أحدكم السيف فليغمده ليناً وله أخاه)). (مامسر ، 2001، 233)

2-1-3-8 رياضة السباحة:
مارس الرسول الكريم  السباحة كما سبق ذكره ، وتعد السباحة ضربا من ضروب الرياضة التي اكد الرسول الكريم على تعلمها وتعلم مهاراتها وحث الناس على التدريب عليها لفوائدها الجمة فقد تعلم رسول الله  السباحة وذلك عندما بلغ ست سنين فراح مع أمه الى أخواله بني عدي بن النجار حيث نزلت في دار النابغة فأقامت به عندهم شهراً فقد كان لرسول الله  ذكريات حية في نفسه من أثر هذه الزيارة فقد نظر الى اطم بني عدي بن النجار فعرفه وقال : كنت ألاعب أنيسة جارية من الأنصار من هذا الأطم وكنت مع غلمان من أخوالي نطير طائرا كان يقع عليه . ونظر الى الدار فقال : ههنا نزلت بي أمي، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله بن عبد المطلب ، وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار.(ابن سعد ،1960 ، 116)(الملاح ، 1991،84)
- قال رسول الله  : ((خير لهو المؤمن السباحة))
- وقال عليه الصلاة والسلام : ((حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والرماية والسباحة وأن لا يرزقه إلا طيباً)) .
- وقال عليه الصلاة والسلام : ((علموا أبنائكم السباحة)). (السيوطي ، 1990،1-22) .