المتميز مشرف سابق
عدد الرسائل : 3506 الهواية : المطالعة والرياضة المزاج : متفائل ان شاء الله الوسام الأول : نقاط التقييم : 3459 تاريخ التسجيل : 16/01/2010
| موضوع: في رحاب ميراث توات الأحد 21 فبراير 2010 - 11:54 | |
| مرحباً بك في رحاب ميراث توات
في قلب الصحراء و وسط كثبان الرمال الذهبية وواحات النخيل الباسقة تتموقع إحدى أكبر الواحات الصحراوية الجزائرية قدما وحضورا تاريخا وحضارة إنها منطقة توات... ذاكرة الأمة المنسية .منطقة التاريخ الغابر ومعبر شتى أصناف الحوافر ، منطقة تماذج أنواع السلالات وملاذ العُبّاد والمستضعفين من كل الأوطان والإيالات ، منطقة العشرات من الخزائن والمكتبات ومستودع عشرات الآلاف من المخطوطات والمصنفات ، منطقةُ أُعجُوبَة الألف فقارة وفقارة وموطن مئات الآلاف من أنواع النخيل والنباتات وحتى الحجارة . لقد شكلت المنطقة بجماعاتها المتميزة واحدة من أنشط الجماعات التي سكنت الصحراء... أوصلوا أسواق شمال المغرب العربي بأسواق الجنوب السوداني عن طريق القوافل الذاهبة والآيبة ، ومع هذه القوافل اطلع التواتيون عن كثب من التيارات الثقافية والفكرية التي كانت شائعة عند عرب المشرق والمغرب .وفي نفس الوقت قام فقهاء وعلماء توات بنقل ما عندهم من علوم ومعارف . كما ذكر القاضي محمود كعت أن كل جامعات الغرب الإفريقي ومساجده كانت خلال القرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر الميلادي حافلة بالطلبة والعلماء من منطقة توات. ويضيف السعدي أن قائمة العلماء المشهورين في مساجد وجوامع مدن الغرب الإفريقي ومراكزه الحضارية يشكل التواتيون من بينهم نسبة تقارب النصف . ولهؤلاء جميعا مئات المخطوطات المتواجدة حاليا في خزائن ومكتبات مالي و وموريتانيا و والنيجر وغانا ونيجيريا ، والمغرب وتونس، ومصر وغيرها. كل هذا وغيره ما كان ليوجد لولا تظافر جملة من العوامل التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية نذكر من بينها على سبيل الذكر لا الحصر العنصر الأمني الشغل الشاغل للإنسان في كل مكان وزمان . إضافة إلى توفر عنصر الماء وبآلية عجيبة وفريدة من نوعها وهي ما يعرف بنظام الفقارة والتي هي عبارة عن مجموعة من الآبار المائية متصلة بعضها ببعض ، تنصب في مجرى واحد بطريقة تصاعدية عجيبة وطريقة توزيعية أعجب . يضاف إلى كل هذا وذاك من الأسباب والعوامل المساعدة وهذا باعتراف كثير من العلماء والمؤرخين الذين زاروا المنطقة أنهم وقفوا على سر رباني يشد الزائر إلى المنطقة والذي أظل وأمثالي عاجزين عن تفسيره . كل هذا وغيره أيضا ما كان لينير سماء الإقليم في شتى الفترات لولا احتراق عديد الشموع النيرة من علماء الأمة ورجالها الصالحين، رجال حملوا راية العلم خفاقة وراحوا يتصفحون لنا ذاكرتهم ومعارفهم ليعصروا لنا تجاربهم ،رجال هانت في أعينهم المشقات حتى قاسوها بالغايات ،رجال ظلوا ولسنوات طويلة وطويلة تحت وطأة الإهمال والنسيان رغم كثرة العدد ووفرة المدد . لكن كل هذا الموروث الثقافي في زخمه التاريخي والمعرفي ، لم يكن ليشفع للمنطقة حديثا في تبوء بعض من مكانتها التاريخية بين كبريات العواصم الثقافية وطنيا على الأقل ، بل ظل الحديث عنها وإلى وقت قريب جدا، عند كثير من الباحثين الجزائريين خصوصا حديثا خافتا وباهتا إن لم يكن حديث إشارة وإيماء . والحقيقة أن منطقة توات وإن اشتركت عوامل تاريخية عدة في طمس كثير من معالمها التاريخية ، وإبعاد ما تبقى عن عيون الكتاب والباحثين عموما، إلا أن المسؤولية الأساسية هنا – وللأمانة العلمية - تنطلق أولا من عتبات بعض القائمين على هذا الإرث في مستقره أولا، لتمر عبر بعض قنوات البحث التراثي المسدودة أصلا ، ولتصل أخيرا إلى عتبة أبواب كثير من القائمين على مجال البحث محليا ووطنيا وحتى دوليا ، بما خلفوه وراءهم من رواسب ومعوقات في طريق البحث في تاريخ المنطقة خصوصا . الأستاذ أحمد أبّا الصّافي جعـفـري | |
|
djalloul-88 صديق المنتدى
عدد الرسائل : 1487 الهواية : كرة اليد كاروع لعبة عرفها الإنسان المزاج : صافي الوسام الأول : الوسام الثاني : الوسام الثالث : نقاط التقييم : 2275 تاريخ التسجيل : 27/07/2010
| موضوع: رد: في رحاب ميراث توات الأربعاء 25 أغسطس 2010 - 17:19 | |
| بارك الله فيك على الموضوع المتميز ممتاز...........واصل | |
|