مشكلة الحياة -بقلمي الخاص -

مشكلة الحياة...؟





... أيام
صيفية... ليالي وردية... أحلام عطرية...، تدور و تزهو بنا الحياة، أعوام و
أعوام... تفرحنا... تسعدنا، تستأنسنا همومنا، تدور بنا في جهاتها، تدخلنا كل
بيوتها، تشرق و تنور شمسها، تحس بنا، بشوقنا لها، فتفتح ذراعيها وتحتضنها بكل قوة
إلى صدرها... تبكي على يأسنا... حزننا.... وعلى خطانا الثقيلة نحوها... لتحن علينا...
إنني هنا أنا الحياة....فلماذا لا تأتوا... تصفحوا صفحاتي لتسعدوا، قلبوا دفاتيري
الماضية لتستأنسوا، غيروا الوجود لتعيشوا... فنجري نلهث، نقرأ من كل دفتر صفحة في
اليوم، طويلة الصفحة، مملوءة، صعبة
القراءة فيها... تستلزم يوما كاملا لاتمامها....


ننهي
قراءة الورقة الواحدة نجري للحياة، يا لكي من حياة... شكرا لقد أرجعت فينا الروح،
و في اليوم الثاني نقرأ الصفحة الثانية بكل عناء و صعوبة، و نعود ثانية للحياة في
آخر النهار في غروب الشمس... أيتها الحياة عفوا ظننا أنك سيئة.... سامحينا.


كل يوم
صفحة، اليوم صفحة... فنجري و نلهث للحياة و نشكرها على مساعدتها لنا، و في آخر يوم
من الحياة رحنا نتصفح آخر صفحاتها...أبت... و أنكرتنا و غيرت مسرى طريقها متجهة
إلى ضفاف البحر عند غروب الشمس جالسة تتأمل شعاع غروب الشمس الصيفي... و تقول في
قرارة نفسها، لم يفهمن أحد، لم يفهمن أحد، لماذا، لماذا، لماذا...؟ لم أجد أحدا
أمامي ، كل من تصفح أوراقي إلا و سعد، لماذا لم يفهمن أحد...؟؟؟ فتقدم أحدنا كان
يسرق الهمس، مالك و المنظر الكئيب...؟؟؟ تقولينا تصفحوني و أنت تبكين، تريدين
سعادتنا و أنت تعيسة و غير سعيدة، أيتها الحياة... قولي ما بك...؟؟؟ ما سر الصفحة
الأخيرة...؟ لم ترد الرد و لو بكلمة آه، لتتألم و تأن، بقيت تسيطر على أعصابها و
تحدق للمنظر – غروب الشكس – و راح يعيد لها نفس الأسئلة... مرات و مرات، حتى جفت
عيونها، و تندهت و نهضت تسير بخطى ثابتة نحو البحر، لتقول لا أحد يريد أن
يفهمني...لاأحد... فتقرب إليها وجها لوجه... أخبريني بربك ما المشكلة؟؟؟ فنظرت
إليه وخدقت فيه جيدا... لماذا لا أحد يرى في آخر كل صفحة....


" تذكروا و اعملوا لآخرتكم "


لأنني نصف
الحياة، فالحياة الكاملة حياة الدنياة و الآخرة... كانت الكلمة الأخيرة التي
رددتها الحياة و اندثرت في البحر و لم يجدوها بعد.


و وقف
ينادي و ينادي... بأعلى صوته... أيتها الحياة.... سامحينا...أين أنت عودي
إلينا.... و كأن كلمتة ذابت في ماء البحر المالح...، و بدأت دموع عينيه تنهمر و
يردد كلمة الحياة متقطعة... ا ... ل.... ح....ي.....ا......ة ......


بآنات و آهات
شكلت في نفسه كلمة يرددها طوال حياته .....