نسبة النجاح و ابناء الجنوب

 السلام عليكم

أشكرك كثيرا أخي الفاضل على الموضوع الحساس، و أحترم وجهة نظرك لأنه يوجد ما يبررها.
حصول ولايات الجنوب على المراتب الأخيرة له عدة أسباب، و العجب العجاب أن وزارة التربية تقوم ككل سنة بإيفاد لجنة تحقيق في الموضوع لاكتشاف أسباب التذيل، و لكن دون فائدة، فلم نسمع من اللجنة ما يقنعنا بهذه النتائج الهزيــلة.

أخي الكريم، هل تعرف أين هي المفارقـــة؟ طبعا في الميدان، فكما أشرت أنت في موضوعك ستجد الفرق شاسعا بين من أخذ معدل 15 مثلا في الشمال و مثله ممن أخذه في الجنوب، سواء من ناحية المعارف أو الالتزام أو حتى السلوك، طبعا فكلامي لا أعممه على الجميع حتى لا أكون مجحفا و حتى لا يُفهم كلامي على أساس أنه تمييز أو طعن في منطقة دون أخرى.

كل المؤشرات تدل على أن في الأمر إنّ و شقيقاتها، و الذي يرى الترتيب لهذه السنة بخصوص شهادة البكالوريا سيكتشف أنه نفسه ترتيب نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة و لكن بالمعكوس !! و هنا سأتوقف عن التحليل حتى لا أقول ما لا يقال.

لا نستطيع أن نقول أن ولايات الشمال هي معقل للغش المدعم من أعلى المستويات، لأن الغش أصبح رياضة تربوية و حقا مشروعا تكفله أعراف الطلبة، و لن نقول بأن أبناء الجنوب أكثر أخلاقا من غيرهم، فالأخلاق ليست حكرا على منطقة دون الأخرى، و لن نصدق اسطوانة الوزارة التي تكررها كل سنة بأن ضعف اللغات الأجنبية عند أبناء الجنوب هي السبب .. ما نستطيع قوله أن الأمر غير عادي و يحتاج إلى معالجة صادقة بعيدة عن التفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

عندما يخرج الوزير و يصرح بأن نتائج هذه السنة لن تكون سياسية فللعبارة أكثر من مدلول، الله يستر .. يعني أن النتائج كانت سياسية فيما سبق، و الحقيقة أننا لا ندري متى تصبح هذه الشهادة المهمة تعكس حقيقة الجهود المبذولة، ليملك كل ذي حق حقه بعيدا عن التلاعبات.

ما أختم به تدخلي هو أنه من أراد تقييم مستوى البكالوريا فليعش في الجامعة لأسبوع واحد ليدرك النتيجة .. الله يستر.

 شكرا لك أخي على هذا الموضوع القيم والذي وضعت فيه يدك على الجرح ، وقد استوفى ما كنتُ أود قوله أخي عبد الحميد جزاه الله خيرا وسأكتفي بعبارة أخيرة هي :

في الجامعة يميز الله الخبيث من الطيب
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

كما أدعو الذين ينادون لمثل هذه التصرفات أن ينظروا للغد والمستقبل بعين بصيرة فاهمة حتى لا يلقوا بالمجتمع في فوهة بركان هامد ، فهؤلاء الأبناء هم إطارات المستقبل ، وكل واحد منا إذا أراد أن يشتري خبزا سينتقي أفضله
فما بالك إذا أراد أن يعالج مرضا أو يبني مسكنا فإنه سيتخير الأكفأ فالأكفأ .... وهنا من سيجد ؟؟