حياكمــ اللهأعضاء منتدانا العزيز ... السلامــ عليكمــ أجــ م ــعين لا شك أن هذه الأيامــ لا حديث سوى عن أزمة الجزائر و مصر التي خرجت من نطاق البساط الأخضر لتدخل إلى قصري أعلى رجلين في البلدين بحيث سببت أزمة شبه دبلوماسية بينهما بداية ... الكل يعرف كيف كانت البداية، حين أجريت القرعة للتصفيات المزدوجة لكأسي أفريقا للأمم و العالمــ و سقطت الجزائر في مجموعة مصر لتنطلق الأفراح في شوارع مصر معلنين فوزهمــ و تأهلهمــ لكأس العالمــ و صرحت الصحافة المصرية حينها أن الجزائر مجرد جسر عبور و بوابة مصر للصعود إلى المونديال.
تعامل الإعلام الجزائري حينها بحكمة كبيرة و عاب على المصريين إقامة الأعراس قبل حصول المباريات و هذا الموقف لم يستسغه الإعلاميون المصريون فراحوا يوهمون الشعب المصري بأن المونديال عانقهمــ و الجزائر مجرد ممر لا أكثر.
تواصل إعلام البلدين في الحلم و الحلمــ من حق كل البشر إلى أن أطل أحد الإعلاميين المصريين - اعذروني على عدم ذكر اسمه احتراما لكمــ - في حصة حقيرة بعد مباراة الجزائر رواندا، فراح يدعو الله أن ينكد على الجزائريين و يدعو عليهم و يتهجم على كل ما هو جزائري رغمــ أن المباراة لا تعني مصر.
رد الإعلام الجزائري - المستقل و ليس الحكومي- على كل التهجمات من هذا الإعلامي الفاشل و ظن أنه لا يمثل إلا نفسه مما أثار حفيظة بعض الإعلاميين المصريين الذين ساندوا المعتوه و قاموا بشحن الشعب المصري ضد الجزائر ... رغمــ أن دور الإعلام الجزائري اقتصر دوما على الرد.
حينها تفطن العاقلون أن المباراة القادمة في البليدة أخذت نصيبا أكثر من نصيبها و راحوا يدعون للتعقل و التهدئة و هنا انطلقت مبادرات جزائرية للتهدئة كللت بالفشل و كان لقاء البليدة الذي فازت فيه الجزائر على مصر و هنا بدأت الأزمة.
فرحت الجزائر كثيرا بالنصر بيد أنها تعرضت الجزائر إلى حملة غير مسبوقة و تهم بالتسميم و قذف الرعب في المنتخب المصري وووو ... إلخ و بقي الإعلام الجزائري مكتفيا بحق الرد على الاتهامات. و تواصل الشحن المصري على الجزائر ليضع القدر مباراة مصر و الجزائر في القاهرة لتحديد المتأهل و هنا كانت الكارثة.
تعرض الفريق الجزائري إلى اعتداءات رشق بالحجارة حبس أنفاس كل الجزائريين و المصريين و كانت الجزائر ستتقبل الأمر على مضض لو قال المصريون أن شباب متحمس أفلت من الأمن و رشق الحافلة ... و لكن المفاجأة أن الإعلامــ المصري قال بأنها مسرحية جزائرية مفبركة و الدم هو مجرد صلصة طماطمــ وووو ... و لكن الإعلام العالمي فضح المصيدة و تأكد الجزائريون أن مصر تريد منافسة غير شريفة و تريد التأهل للمونديال و لو حساب علاقات الشعبين و أجريت المباراة في القاهرة و خسرت الجزائر وسط أجواء مرعبة و تنظيم فاشل و تواطؤ أمني ليكون الحسم مرة أخرى في الخرطومــ.
تنقل الجزائريون بقوة للخرطوم لمساندة منتخبهم بعدما حدث لهم في القاهرة و بدأت مصر - أعني الإعلاميين- تحاول كسب ود السودان لتورطها و لكن كانت العدالة الإلهية أكبر من أي شيء آخر و فازت الجزائر و شهدت فرحة ماثلت فرحة الاستقلال و تأهلت للمونديال.
هنا بالضبط فقد الإعلام المصري صوابه ... و راح يسب الجزائر شعبا و حكومة و رئيسا و سبوا مقدسات الجزائر و الشهداء و فاض الكيل ... لم يجد الإعلام الجزائري سوى الرد كالعادة و لكن بتصعيد على غير العادة لتنفجر الأزمة التي كشفت مسرحيات الإعلاميين المصريين و غبائهمــ لتلفيقهمــ أكاذيب نسبوها للجزائر و اتصالات مكذوبة ضد الجزائر وووووو ... بالمقابل كشفت ذكاء الجزائريين من خلال إعلامهم الذي فضح كل المؤامرات و من خلال حكومتهم التي التزمت الصمت و من خلال الشعب الذي انشغل بالفرحة ... و كسبت الجزائر احترام كبريات وسائل الإعلام العالمية ليس تعاطفا و لكــن مصداقية و لا أجد شيئا أبلغ في وصف المشهد حينها سوى هذه الصورة:
الآن و بعد أن جنت العلاقات المصرية الجزائرية ما زرعته قنوات الفتنة المصرية تحركت مبادرات رئاسية و أخرى من شخصيات هامة لرأب الصدع ... و لكن بعد فوات الأوان لأن الحقيقة أن الشعب المصري في معظمه يكره الجزائر و العكس صحيح حتى أن أطفال مصر يحملون المسدسات البلاستيكية و يقولون لبعضهم: "أنت جزائري سأقتلك".
و هنا نستطيع تمييز عدة خيارات تطرح من هنا و هناك لعل من أبرزها: المقاطعة أو نسيان اللقاء الكرة و العودة بالعلاقات كالماضي أو طي الصفحة دون تمزيقها مع بقاء الحساسية، و هنا أقومــ بطرح استفتاء للأعضاء مع وجهة نظرهمــ راجيا أن تتوقف هذه الحملة المسعورة و أن ننظر إلى أمور هي أهمــ من مباراة كرة قدم.
رأي شخصي يعبر عني و ليس عن إدارة المنتدى