الشعب يريد.......توحيد البلاد
السلام عليكم اخواني رمز النضال والتضحية والوفاء ورمضان مبارك .
لعل من اشهر الشعارات التي سجلت تأثيرا قويا في تفكيرنا وغيرت مجرى حياة الكثير من البلدان العربية شعار((...الشعب يريد اسقاط النظام ...)) وكم كانت هذه الصيحات الشعبية مدوية في اصقاع الارض لرفض الظلم والاستبداد ووضع حد لحكومات ظالمة .
وكل منا يعلم بما ليس فيه شك ان تونس كانت الشرارة الاولى لرفع هذا الشعار من خلال ثورة ( البوعزيزي )...
ولست في حديثي هذا بصدد التأريخ لتلك الثورات وغيرها وما خلفته من نتائج ايجابية او سلبية سواء على المستوى الثقافي او الاقتصادي او حتى الدولي ، ولكنني اردت ان اطرح شعارا موازيا لهذا الشعار وهو : (( الشعب يريد ...توحيد البلاد... )). فلنا ان نتساءل بشغف اين حظنا نحن في مدينة اولف خصوصا وادرار عموما من هذه الثورات والشعارات ..ام اننا نهاب المواقف ونخشى العواقب....
وحتى لا يساء فهمي عند البعض اردت ان اطرح هذا الموضوع من زاوية البناء والاتحاد ورفع همة الماضي المجيد وليس من اجل العصيان والتمرد والتخريب .
فمن حقنا ان نتكلم ....ومن حقنا ان نفكر بحرية....ومن حقنا ان نؤسس لبناء مستقبل جديد...ومن حقنا ايضا ان نبقى متحدين من اجل خدمة البلاد ،فمدينتنا اولف التي كانت فخرا للنضال والكلمة الواحدة اصبحت اليوم اشتاتا ودب فيها شيء من التمزق في بعض المجالات الاخلاقية والثقافية وغيرها ، ومن اللائق ان نقف وقفة الانسان الغاضب الثائر على تلاشي القيم السامية التي كانت في اجدادنا .
فلو تحدثنا عن المجال الديني نجد شيخنا باي محمد بالعالم – رحمة الله عليه – كان رمزا موحدا للبلاد تحت راية النصيحة ومحاربة الجهل والخرافة ، وكان الكل يأتمر بأمره ويأخذ بنصيحته ، وانه لمن المؤسف اننا افتقدنا اليوم مثل هذا الرجل العظيم والقائد الشهم ، فنحن في امس الحاجة لقائد مثله ، فمن الصواب ان نتحد كلنا للقضاء على اثار الجهل الذي لا زال متراكما بيننا ، ومن الصواب ان نوحد وقتا يرفع فيه الاذان في مآذننا ، ومن الصواب ايضا ان نتحد في خطبنا وان نتحد للتنافس من اجل تأسيس جيل قراني بيننا ، ومن الصواب ان نعيد للمساجد هيبتها وللنصيحة مكانتها .....فمن لنا بمثل ذلك لتوحيد البلاد .
اما في المجال الاخلاقي والتربوي فقد كانت البلاد نموذجا للاتحاد والوحدة كأننا نعيش تحت سقف واحد ، يأخذ الصغير منا بنصيحة الكبير والابن يسعى في طاعة امه و ابيه ، ولكننا اليوم في امس الحاجة لذلك ، فالتربية في الصغار لم تعد تجدي شيئا حتى ان الابن لا يعترف بنصيحة اخيه او عمه او.......والأب لم تعد له كلمة في بيته وربما هناك من تنصل من كامل مسؤولياته تجاه تربية ابنائه...والبنت هجرت امها وأصبحت حرة في قراراتها غير مبالية بالقيم والشرف...الخ ومن الصواب ان نتحد لمحاربة هذه الافات الخطيرة ، فكم تجرع المجتمع من الآلام جراء غياب الرقابة في البيت وغياب النصيحة في الحي ، ومن الصواب ان نعيد مجد التربية الواحدة من اجل رفع قيمنا الاخلاقية .
واما في المجال السياسي فكم عانت بلادنا من الماسي جراء الفرقة والاختلاف حول قضايا البلاد والصالح العام ومزقت وحدتنا بسبب التكالب على المصالح الخاصة ونسيان المصلحة العامة ، فلا الرجل الابيض منا يرضى بسيادة الاسود عليه ولا الاسود راض عن الرجل الابيض ، وأصبح التكالب والتخطيط سيد الرهان للفوز بمنصب سامي في البلدية او المجالس الولائية او غيرها....ومن الصواب ان نتحد لرفع همة البلاد في اي شخص يكون احق بها واهلها، ومن الصواب ان نسير على خطى رجل واحد....... للنهوض بقضايا البلاد وخدمة الصالح العام .
اما في مجال التعاون والتآزر فقدنا الكثير والكثير من شيم التكافل وصور التضامن الاجتماعي حتى اصبحنا وكأننا افرادا من بلدان مختلفة ، فلقد عبر اجدادنا في وقت مضى عن اسمى معاني التعاون والتكافل الاجتماعي سواء في خدمة البساتين او الفقارات او زحف الرمال عن البلاد او النكبات والازمات ......الخ ، ومن المؤسف ان روح التعاون قد تفككت بسبب المدنية وغياب القيم......ومن الصواب ان نؤسس ونتحد من اجل اعادة هذه القيم المثلى للتوحيد والتكافل .
وحري بنا اليوم اكثر من اي وقت مضى ان نقف وقفة اعتبار وقراءة للمستقبل ، وان نتساءل عن غد قد نصبح فيه اكثر فرقة وشتاتا .فماذا سنفعل من اجل بلدنا ومستقبل ابنائنا .
اليس من الصواب بعد كل ما فقدناه ان نطالب بثورة الاتحاد وان نتمرد على الاخلاق الفاسدة وان نقول بصوت عال ....(( الشعب يريد.........الاتحاد.)). فالوردة تذبل اذا لم تسق ، والأخلاق تتلاشى اذا لم تراع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اخوكم / حجة الاسلام