الدرس التاسع والأخير
تصوير الماكرو: كيف نصور أجساما متناهية الصغر؟الآن وبعد أن عرضنا أهم أساسيات فن التصوير الفوتوغرافي وأنواعه، اليوم نحط الرحال عند آخر درس من هذه الدورة، وأردته موضوعا مميزا يضع المصور أمام فن من بعد آخر، إنه فن تصوير الماكرو الذي سيجعلنا أمام عالم بعيد عن أعيننا.
ما هو تصوير الماكرو؟تصوير الماكرو "Macro" ببساطة هو فن تصوير الأجسام الدقيقة عن قرب لإبراز تفاصيلها بشكل واضح سواء كانت جمادا أو حشرات أو ما شابه، لتبدو بحجم أكبر من حجمها المعتاد، الصورة الموالية مثال على ذلك:
المعدات المطلوبةإن تصوير الأجسام الصغيرة بدقة عالية تحتاج في واقع الأمر إلى معدات ووسائل قد لا تتوفر إلا لدى المحترفين، وهي: الكاميرا الرقمية الاحترافية، عدسات التقريب المسماة بعدسات الماكرو، مصدر ضوئي خاص لهذا النوع من التصوير، مع إمكانية استخدام بعض الفلاتر حسب الاحتياج.
ولكن نستطيع بواسطة كاميرات شبه احترافية أو حتى كاميرات من فئة "صوِّب وصوِّر" شرط أن تكون لها عدسة قابلة للبروز، نستطيع من خلال هذا تصوير أجسام صغيرة، ولكن النتائج لن تكون مذهلة بما فيه الكفاية، فمثلا هذه صورة التقطتها بعدستي - كاميرا من فئة "صوِّب وصوِّر"- ليعسوب، لاحظوا الصورة:
أما هذه فهي صورة ليعسوب آخر، مأخوذة بواسطة كاميرا احترافية مع عدسة خاصة:
والفرق واضح وجلي، فنسبة التكبير تتفاوت، والعزل أيضا يتفاوت، والوضوح ودقة الصورة والتفاصيل الصغيرة كذلك تتفاوت.
كيف تلتقط صورة ماكرو؟على افتراض أننا نملك معدات بسيطة كما أشرنا سابقا، فهناك كاميرات مدمجة ذكية يجعل المصور إعداداتها تلقائية لكنها تتكيف لوحدها مع المشهد، والبعض الآخر عليك أن تختار من إعدادات الكاميرا المسبقة "وضع ماكرو"، ثم بعدها تقوم بتقريب العدسة من الهدف المراد تصويره، ثم تضغط نصف ضغطة على زر تصوير حتى يتم تصحيح التركيز البؤري وغالبا ما يتم إشعارك بهذا بواسطة صوت قصير وأيضا بواسطة مربع أخضر على شاشة الكاميرا، لتكون عندها جاهزا تماما لإكمال ضغط زر التصوير والحصول على صورة ماكرو جميلة بكاميرا بسيطة غير احترافية، كهذه الصورة التي التقطتها بعدستي لنملتين وكأنها أم تقول لابنها شيئا ما:
نصائح للحصول على صورة ماكرو ناجحةعلينا تركيز الفوكس (التركيز البؤري) بالنسبة للكائنات الحية على العينين، وبالنسبة للجماد على نقطة جمال الصورة، لاحظ مثلا هذه العين ونقطة الجمال فيها متمثلة في القرنية:
يجب توفر إضاءة كافية عند التصوير، لاحظ أن فلاش الكاميرا لن يجدي نفعا في هذه الحالة لأن الهدف قريب جدا وبالتالي سيظهر أبيضا تماما، ولكن هناك نوع خاص من الإضاءة للاستعمال، أو غالبا ما تكون الإضاءة طبيعية في وقت مناسب، لاحظ الصورة التالية لزهرة بإضاءة طبيعية:
وهذه صورة لتفاحة بإضاءة غير طبيعية:
قد تحتاج أحيانا إلى عمل زووم بصري لأخذ صورة ماكرو كبيرة، ولكن لا نستعمل تماما الزووم الرقمي لأنه سيؤثر على جودة الصورة، لاحظ الدعسوقة الموالية ودقة تفاصيلها:
إن ثبات الهدف أمر ضروري جدا، فكم هو صعب أحيانا أن تصور مثلا جرادة بوضع ماكرو، لأنك كلما تقترب تطير، لذا فالعملية تحتاج لصبر وتخطيط.
الزاوية ووضعية الهدف تلعب دورا مهما في جمالية الصورة، لذا نحاول أن نصور من زوايا غير مألوفة، فمثلا لاحظ المصور وهو يحاول تصير خنفساء من الأعلى:
علينا الحرص على تطبيق قاعدة تقاطع الخطوط الوهمية، لاحظ أن الحلزون ليس بوسط الصورة، ولكن مركزه في الجزء السفلي من يمين الصورة:
الخلفية المناسبة مهمة جدا في هذا النوع من التصوير، حتى أننا نستطيع جعلها من أوراق كرتون ملونة بألوان مضادة للون الحشرة أو الهدف، لأن الخلفية الغير مناسبة تشتت النظر وتجعل الهدف غير بارز، هذا مثال على نملة سوداء في خلفية بيضاء:
لا يهم إن كان العزل جزئيا ما دامت الرسالة من الصورة هي تكبير التفاصيل التي لا نراها بالعين المجردة، لاحظ البرتقالة الموالية والتركيز على جزء منها:
إن كان الهدف متحركا حركة سريعة فنحن أمام وضعية صعبة لا حل لها سوى الاستعانة بكاميرا احترافية، لاحظ مثلا قطرة الماء كيف تم تجميدها بواسطة الكاميرا الاحترافية، علما أن هذه الصورة تحتاج إعدادات خاصة لالتقاطها:
ملاحظة:لجميع أسئلتكم حول الدرس، أو وضع محاولاتكم التي صورتموها للتقييم، أو أي شيء آخر، تفضلوا بوضعه بالردود وستتم الإجابة عليه بحول الله.
هذا الدرس جزء من دورة تعليمية مجانية، يمكنك الاطلاع على تفاصيلها من خلال الرابط التالي: (هنا)